Sunday, 8 November 2015

صفعات القدر


اليوم تلقيّت صفعاتٍ عديدة ، من الأهل ، ومن الزملاء ، ومن عابري السبيل ، الجميع كان يصفع ، ثم يمضي !
لا أستطيع القول أنني تفاجأتُ لهذه الصفعات ، فالحق أن كثرتها ، وأقول كثرتها لأنني أشعر والله أنني قضيتُ مليون سنةٍ في هذه الحياة !
دون مبالغة، أشعر أنني عشتُ حيواتٍ كثيرةٍ ، متعددة ، بعضها لايخصني ، ولايعنيني ، حد أني كنتُ أتساءل : أين أنا ؟ ماالذي أتى بي إلى هذا المكان ؟ كيف حدث وتواجدتُ هنا ؟ هذه ليست حياتي ،، حتمًا هناك خطأ ما.....
في نهايةِ الأمر ، كل هذه التجارب ، والمحطات، والأحداث ، والناس ، منحتني فراسةً لاتخطيء ، وإحساسًا يندر أن يكذب ، لذلك قلت أنني لم أتفاجأ للخيبات التي مررت بها اليوم ، وهذا في حدّ ذاته يعتبر صفعة ،، كون حدسك السيء أصاب ، وكون فراستك التي أنبأتك مسبقًا بتشاؤمها صدقت ، كل هذا يُعدّ صفعةً لك ، إنما صفعة كنت قد هيّأت نفسك لتلقيّها ، واستعديّت لألمها ، وهذا يزيد الطين بلة ، لأنه يفاقم من شعورك بالحمق والبله ، إذ كيف لك أن تستقبل كل هذه الرسائل التحذيرية ، ثم تقف كالمعتوه تنتظر الصفعة ،
صدقوني ، الفراسة ، والحاسة السادسة عِبئان ثقيلان على صاحبهما ، إنهما تحمّلانه نوع من المسؤلية تجاه نفسه والآخرين أحيانًا ، سواء استجاب لندائها، أو تجاهله ، في كلا الحالتين ، الأمر مؤلم ، ومزعج ، فهو مابين تحقّق نبوءةٍ تعيسة ، أو وقوع ندمٍ مرير !

وحدهم اللامبالين ، تكون ثنيّات الحياة هيّنة، ليّنة بين أصابع تمنيّهم ، وغفلتهم !
التيقّظ الدائم جهدٌ مهدورٌ في بالوعةِ الأقدار ، هذا ماكنتُ أفكر فيه الليلة ، وأنا وسط حفلةٍ صاخبةٍ ، فاقمتْ من ضيقي ، وانزعاجي ،
تركتها في بدايتها ، وغادرت لا ألوي على شيء ، ليستقبلني البرد ، يلقيني في أكفّ الماضي ، لأواجه بكل ضعفٍ حقيقة لايمكن الفرار منها :
الجراح لاتطيب... لاتطيب...، لاتتعافى ، مهما عقدتِ الحياة من هدنٍ معك ، مهما تحايلتْ لطلب الصلح وعفوك ، يبقى موقع الندبة ظاهرًا ، ضعيفًا ، تنكؤه وخزة كلمة ، وتلسعه لذعة خيال !
التعليقات
0 التعليقات

0 comments :

Post a Comment