أشرس من الذكرى ، أوهن من الحلم !
أشرس من الذكرى ، أوهن من الحلم !
ربما كان هذا الوصف مناسباً لقياسي تماماً ، أنا صاحبة الأطياف المتعددة ، أظل أرتدي كل لون ، أغوص في كل بحر ، أحلق في كل سماء ، أجوب سبع براري ، ثم لاأقف على أرض !
أبرد عند كل مدخلٍ أظافري ، أسِن حرابي ، وتنغرز في قلبي شوكة ، في كل ليلة أتأبّط طيفاً ، أتعلم رقصة ، أجرب خطوات جديدة ، وتنهمر تحت القناع دمعة ، في كل ليلة أعدّ أحلامي خيبةً خيبة ، ويشهق في الزاوية ظلٌ ولوحة ، يهرب النوم من أجفاني ، ويأخذ الهلع بتلابيبي ، قد تاه لكِ اليوم طيف !
تلقيني حيرتي في قبضة الشك ، في دوامة بحثٍ لاينقضي ، أظل أبحث ، وأسأل ، وأنقب ، ومامن فائدة ، وحين يبلغ مني التعب مبلغه ، أمد يدي لتلك العرافة ، تقرأ كفي ، وتنبئني أن طيفي الضائع في كهفٍ بعيدٍ مهجور ، قد نبتت له في الغربة سوسنة ، سقاها من ماء عينيه ، حتى إذا جفتا ، عصر لها أديمه وقلبه ، وبعد أن ذابت في الأرض رائحته ، لحقت في إثره السوسنة ، تلك التي لم تكن في الواقع إلا ظله !
كانت
وشاية الطريق أقسى من طعنة قريب ، ظلت تثرثر عن صلابة الماضي الضارب في
أعماق الحقيقة ، عن سراب الآتي ، المتذبذب بين يكون أو لايكون ، عن ضعف
الحلم ، وخلود الذكريات ! ، أخذت تحكي وتحكي وتحكي ، حتى انعقد اللسان ،
ومات في الجوف عصفور ، وبقي الصدى يردد :
أشرس من الذكرى ، أوهن من الحلم !
أشرس من الذكرى ، أوهن من الحلم !

0 التعليقات