مَن مِن صديقاتي هنا تقبل أن تكون زوجة ثانية ..!!
نقلتني أمواج هذا العالم الأزرق لصفحة أحدهم ، والمُْـقـدّم على أنه
كاتب كبير ، ومفكر عظيم ، وجهبذ لايُـبـارى أو يُـجارى ، فعزمت على قراءة
منشوراته وأفكاره ، علني أفيد وأستفيد ، وماأن بلغت المنشور الثالث ، حتى
وجدته يقول : مَن مِن صديقاتي هنا تقبل أن تكون زوجة ثانية حتى أعمل لها
حذف ! توقفت عن مواصلة القراءة وأنا أهمس : هل هذا مفكر حقاً مُلِـم بأوضاع المجتمع وأحواله ، أم أنه مدّعٍ يحتال على نفسه وعلى الآخرين ! تمنيت أن أكتب له :
حسناً ياسيدي ، أنا أول امرأة ترفض أن يتزوج عليها زوجها ، بل وربما هجرته إن فعل ذلك ، لكن ذلك لن يدفعني أبداً للوقوف أمام الملأ ، ورفض أمر هو في حقيقته علاج ، وحل للعديد من المشاكل التي يعانيها مجتمعنا ، بعيداً عن الدين أيها المفكر الجهبذ ، لأني أعرف أن أمثالكم يتحسسون من هذه الكلمة ، ومن مفردة الشرع ، والله ، والحكمة الإلهية ، بعيداً عن الدين ، تعال أعرض عليك فقط حالتين من حالات شتى يغص بها واقعنا !
الحالة الأولى لابنة عمٍ لي مهووسة بالجنس ، مهووسة به جداً ، هو كلامها ونكاتها ، ومحور اهتمامها ، و جلّ أحاديثها وخيالاتها ، وحين طلقها زوجها ، أمضت فترة العدة وهي تغلي كالمرجل ، أنا لا أستطيع البقاء دون رجل ، يجب أن أعثر على رجل ، أقصى مدة أستطيع فيها الصمود هي فترة العدة ، وبالفعل ، شهور بعد العدة وأعلِنت خطبتها لرجل متزوج ، لقد كانت في نهاية العقد الثالث من عمرها ، ومطلقة ، وكانت فرصة عثورها على رجل أعزب يقترن بها نادرة ، وهي امرأة مشتعلة جداً ، فإما أن تزني وإما أن تتزوج ، فما رأيك أيها المفكر ، هل كان من الأفضل لو أنها زنت ؟ ها ؟ أجب !
وأما الحالة الثانية فهي لزميلة عمل ، تعرضت لحادث مروري فظيع ، تهشمت على إثره أجزاء عديدة من جسدها ، ولقد رعاها زوجها ، واهتم بها كثيرا ، وأنفق عليها كل استطاعته ، سافر بها إلى الخارج ، وتم زراعة العديد من قطع الحديد في جسمها مكان العظام التي سحِـقت في منطقة الذراع والجمجمة ، تعافت بشكل كبير ، أو لنقل ظلت على قيد الحياة والألم ، فهي لاتحسِن المشي ، ولاتستطيع الوقوف طويلاً ، فقدت إحدى عينيها ، إضافة إلى الآلام الشديدة والمستمرة - خصوصاً وقت البرد - بسبب الحديد المغروز فيها !
هي امرأة ممتنة وصبورة ، لكنها تقول : لم تعد لدي القدرة ولا الرغبة في النوم مع زوجي ، أنا أتألم معظم الوقت ، وكل ماأطلبه اليوم أن أظل مع أبنائي وأوفّـر ماتبقى من عافية لهم ! ، والسؤال الآن أيها العبقري الجهبذ : ماهو وضع الزوج الذي لم يبلغ حتى الأربعين من عمره ، ويحترق شوقاً لامرأة ، هل يزني أم يتزوج ؟ هل يزني ؟ أجب ، قل نعم ، حتى أعرف فقط إلى أين تمضي بنا !
المصيبة أنه محسوب على طبقة المثقفين والمفكرين ، كيف نعد أمثاله مفكرا ، وهو المتعامي عن حقائق ووقائع لايمكن إنكارها ، أو غض الطرف عنها !
كلنا نحلم بالحياة المثالية ، بالشريك المثالي ، الوسيم ، المثقف ، المتعافي ، الغني ، العاشق ، كلنا نحلم بالأسرة المثالية ونرجوها ، لكن الواقع ليس كذلك ، هناك حروب وأيتام وأرامل ، هناك فقر وجوع ، هناك أمراض وعلل ، هناك شقاء وبؤس وكدح ، هناك من لايرجو سوى أدنى متطلبات الحياة ، هناك من لاتريد سوى رجل يدخل عليها ولو مرة في الشهر يربت عليها ، ويقدم لها مايبقيها على قيد الحياة هي وأطفالها اليتامى !
هناك ابنة جيراننا العرجاء ، التي بالكاد تسير على عكازين ، والتي كانت تحلم بمجرد طفل ، طفل من لحمها ودمها ، يسعد قلبها ، ويكون عوناً لها في قابل الأيام ، وماأن تقدم لها ابن خالتها المتزوج والذي يقيم في مدينةٍ بعيدة ، حتى سارعت بقبوله ، كانت تدرك كما الجميع أنه لم يتزوجها إلا لأجل أن يحقق لها حلمها ، والذي تحقق بفضل الله ، فرزقت بثلاث بنات متعافيات ، لكن هذا هو قدرها وواقعها !
فكفى بالله.... كفى أيها المتحذلقون المتفيهقون ، كفوا عن إطلاق ترهاتكم ، وفلسفتكم الفارغة ، وادعاءاتكم المزيفة ، أكاد أقسم أنك أنت يامن تدعي الإخلاص والوفاء والمثالية ، ستسارع بممارسة الجنس مع أول فتاة تعرض نفسها عليك ، في الوقت الذي ستمتنع فيه عن مد يد العون لأخرى تطلبه عبر قنواته النظيفة المقبولة اجتماعيا .

0 التعليقات