Monday, 23 November 2015

تعرفت إليك لأول مرة يافيروز ..



تعرفت إليك لأول مرة يافيروز ، في تلك الرحلة البرية التي قمنا بها حين كنت في الثانية عشر من عمري ، كان ابن عمي وهو شاب في العشرينات من عمره مولع بصوتك وبأغانيك ، التفت لي مرة ، وهو يستمع لأغنيتك : أنا عندي حنين ، مابعرف لمين... ، وقال لي متسائلاً : كيف لاتنهمر دموع البشر لأجل هذا الصوت ؟!
أكره الناس الذين يحاولون وضع توقيتٍ زمني لسماعكِ ، أغتاظ من أولئك الذين يريدون تقييدك بالضوء ، دون عتمة الليل ، بالشمس دون حكايا القمر ، بالضجيج ، دون أسرار الصمت ! ، كل من يفعل ذلك لم يعرف رائحة صوتك ، لم يشاهدك وأنت في تلك التلال تركضين ، عبثاً شادي تنادين ، لم يسمعكِ بيأسٍ تتسائلين : وينن.. ، وين صواتن ، وين وجوهن ؟! ، لم يراكِ في ذاك المقهى من دموع عينيكِ تشربين ، لم يلمس خوفك من الليل " الحرامي" ، من " درب الأعمار " ، من أسرار حنّا السكران !
جميعهم يغنون يافيروز ، ووحدك تحكين ، ترسمين ، تلونين ، بنداءٍ حزين تشعلين فينا الحرائق ، ثم بحنينٍ مرسلٍ عبر الريح تلقينا في الصقيع ، بحبكِ في الشتاء وحبك في الصيف ، بعيون علياء التي فتنت حتى النساء ، بزوج أم سليمان ، وسطوة مختار المخاتير ، بشهر أيلول ، وورقه الأصفر يافيروز ، نعم... تصفر الأوراق ، والأعمار ، تبهت الدروب ، وبعض القلوب ، تختفي بيوت ، ومدنٌ ، وبحار ، وتذوب ثلوج ، يتغير وجه العالم ، ويظل صوتك يافيروز أيقونة الحنين ، والنداء الذي لايغيب !
التعليقات
0 التعليقات

0 comments :

Post a Comment