القلقون لايمكن أن يتعرفوا على الحب إلا على شكل هبّـات ، إذ سرعان مايكتشفون العطب داخل الآخرين ، وينفرون منهم ! ومامن دواء ولا وصفات جاهزة لمتقلبي المزاج هؤلاء ، ذلك أنهم ماأن يحوزوا على الأشياء حتى يغادروها بسرعة ، شبعهم سريع لأن رغبتهم عظيمة ، مبالغ فيها !
قلوبهم حارة ، وأرواحهم متوثبة ، ورغائبهم كثيرة ، وحين تكون الحال كذلك ، يكون من الصعب إرضاؤهم ، أو بعبارةٍ أدق ، من الصعب عليهم القبول بالطرق التقليدية لإشباع أرواحهم ! إن حالهم كحال المؤمنين بالآلهة ، الذين يصلّـون بصخب ، ويرقصون بأجسادهم ، ذلك أن الذوبان مع الآلهة كما يعتقدون يتطلّب فناء الجسد ، يتطلب عاطفة أقوى ، رعشة أعظم ، هؤلاء أيضاً حائرون قلقون !