هذا انا والله كريم !

عليكم بصحبتي وجِـواري ، عضوا عليها بالنواجذ ، تشبثوا بها ، ليس لأجل درهمٍ أو دينار ، ولا لمعسول كلامٍ ودَلال ، ولا كون صحبتي تورث ملكاً أو كيلو فدان ، ولا أقول لكم عندي خزائن من ياقوتٍ ومرجان ، أو سبائك ذهبٍ وألماسٍ أطنان ، ولا أعدكم بحسن معشرٍ وحلو ابتسام ، أبداً... ليس شيئاً مما سبق وكان ، كل مافي جعبتي ، وباعتزازٍ أملكه ، هو وفاء أبو محسد حين قال :
خلِقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا.. لفارقت شيبي موجع القلب باكيا !
ف والله لو رأيتم مايحمله قلبي من عظيم وفاء ، وعلمتم ماتكابده روحي من لواعج الحنين ، مابارحت مطاياكم أعتابي أبدا ، ولبذلتم في سبيل مودتي الثمين والأنفسا ، ولضربتم أكباد الإبل في طلبي ضرباً مبرحا ، ولأتيـتموني عن اليمين والشمال ، ثم قعدتم لي في كل دربٍ ومشوار ، ثم تمسحتم بأطراف ثيابي ، وتشوفتم لرؤيتي وملاقاتي ، وطلبتم رائحتي في الهواء والرمال ، وسححتم على ذكراي ألوان الدماء والماء ، ثم لطمتم على فراقي لطما ، وشققتم ثيابكم شقاً ، وحثثتم في وجهي ، أعني على رؤوسكم التراب حثا ، ثم ندمتم ولات حين مناص ، أن لم تلازموني منكبا منكبا ، وتلاصقوني كما لصقة جونسون لصقا مُـغِثّـا !
رفعت الأقلام ، وجفت الصحف !
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ، وإنما هي ذكرى لكل من يعتبر ، وعظة لمن يرجو أن يتعظ ، وتنبيه لمن حرص على ألا يعضّ أيادي الندم .

0 التعليقات