Thursday, 5 November 2015

الأمر الوحيد الذي مازلت أراهن عليه هو قلبي !

الأمر الوحيد الذي مازلت أراهن عليه هو قلبي !
تغير وجه الأرض في ناظري ! هذه حقيقة لم يعد بالإمكان دسها في كم التغافل ، تخلت عني أحلام ، وتخليت عن أحلام ، وغضضت الطرف عن أخرى ، غادرني أحبة ، وغدر بي من توهمتهم كذلك ، وارتحل أقوام ، وحل آخرون ، تـبـدت لي الأرض طويلة ، والمسافات فمٌ جشع لايتوقف عن الالتهام ، وكلما جاوزت يوماً من رحلة عمري ، أوغلت الذكريات في نفقٍ بعيد ، ووجدتني أتحسس وجهي ، أنظر لمرآتي ، وأكاد أسمعها تهمس : سارقة !
لاأدري عند أي محطة استعرت هذا القناع الجديد ، الأمر ليس أن شـَعري ليس جميلاً ، لكنه ليس شَـعري ، أنا امرأة أخرى ، أصبحت أعرف متى أتوقف ومتى أسهب ، متى أضحك ومتى أومئ ، متى أندفع ومتى أتغاضى ، أصبحت أعرف كيف أضع للحب تواريخ انتهاء ، ومدة صلاحية !
الحب... نعم ، ذلك الظل الذي طاردته طويلاً ، بحثت عنه بكل الوهج الذي سكن قلبي ، لأكتشف في نهاية الأمر أنه وكما منحى الدائرة ، تعود به الأرض دوماً إلى ذات النقطة ، وبذات السيناريو !

كثيرا ماوجدتني في أماكن لم أكن أظن أن خطاي ستقودني إليها يوما ، كنت ألقي باللائمة على الأقدار ، على عثرات الطريق ، على الآخرين ، لأبتلع في آخر المطاف مرارة الحقيقة ، وأدرك أن وحدها أقدامي هي من حملتني إلى هنا !
واجهت ورضخت ، اعترفت وتألمت ، عارضت وسلمت ، رغبت وقنعت ، وبقي قلبي في نهاية الطريق كما هو ، كان وحده الناجي من طوفان الخطى والمنحنيات ، وجيوش الخيبات !
مازال على عهده الأول ، يطلب الغزل ، وينتشي بالرقص ، ويطرب للثغة الأطفال ، تغريه الروائح القديمة ، والأثواب الجديدة ، والحروف الصامتة ، مازال يدهش لغمز القمر ، ونداء الغيم ، ولمس الأنامل المفاجئة ، مازال يطلب اللعب ، يلقي نبضه بين أكف المغامرة ، ويعرض صدره لعناق الريح الوافدة ؛
مازال قلبي هو قلبي ، تمر صروف الدهر وهو كما الخرافة !

1 comment :