شيفرة الحروف

شيفرة الحروف . .
فكرت أن أكتب كلماتي بالحبر السري ، ثم تذكرت أن اللهب سيفضح سوءتها ، وينتهك سترها ، لذا.. لم أجد بداً من التواطؤ مع الحروف ، الحروف... تجيد الخداع ، تجيد التلوّن ، تعرف كيف ترسل عبر أعينها غمزاً يصلح غزلاً ووعيدا...
الحروف أشجار ، قد تنمو ، وقد يقتلها الجفاف ، وحين تجد العناية الملائمة تصبح مأوى وملاذا !
الميم... يبدو حرفاً مناسباً للاختباء ، بقامته الممشوقة ، وربطة عنقه التامة التكوّر ، هنا حيث تُـقضَم أطراف الكلمات ، وتـُبتـلع الرغبات التي لابد من كتمانها ، وكلما طالت سلسلة تكوّره سخن النداء ، وكلما استطالت قامته عرضاً ، كان ظله مدى يبتلع الضوضاء ، لتظل قراءة الصمت حكراً على الخبراء !
الحروف.... تعرف بعضها جيداً ، الألف ، الهاء ، الميم ، إن تكوّر الميم معدٍ ، ينتقل للشفاه ، للأطراف ، لفقاعات الصابون ، وحلقات الُقـبل ، الميم حرفٌ محتل ، سطوته نهمة ، و أطماعه تشبه قلب اليهودي شايلوك ....
ولأن الماء حياة ، فحيثما تكون الأنهار ، سيكون الميم في الجوار ، يحل ربطة عنقه ، يتعرى ، و يغتسل ، ثم يطلق الطيور التي في صدره لتسبح في الفضاء ، مغردة بأسراره الدفينة !
الريح كلمات ، لاتبات في البرية إلا تحت دثارٍ من ألفٍ،باء،هاءٍ ،و حاء ، خوارزمية أحرف ، ماأن تنتظم حتى يعشوشب الطريق ، ويخصب التراب ، وأنا.... أنا القابعة على طرف ياء ، أثقب حنجرة الصدى ، وأفتح النافذة لأطياف المساء ، كنت أشم رائحة الحروف قوية ، كرائحة التراب العطش الملتهب حين تعانقه الأمطار....
الحروف.... آآآه من الحروف ، الحروف نداء حياة .
فكرت أن أكتب كلماتي بالحبر السري ، ثم تذكرت أن اللهب سيفضح سوءتها ، وينتهك سترها ، لذا.. لم أجد بداً من التواطؤ مع الحروف ، الحروف... تجيد الخداع ، تجيد التلوّن ، تعرف كيف ترسل عبر أعينها غمزاً يصلح غزلاً ووعيدا...
الحروف أشجار ، قد تنمو ، وقد يقتلها الجفاف ، وحين تجد العناية الملائمة تصبح مأوى وملاذا !
الميم... يبدو حرفاً مناسباً للاختباء ، بقامته الممشوقة ، وربطة عنقه التامة التكوّر ، هنا حيث تُـقضَم أطراف الكلمات ، وتـُبتـلع الرغبات التي لابد من كتمانها ، وكلما طالت سلسلة تكوّره سخن النداء ، وكلما استطالت قامته عرضاً ، كان ظله مدى يبتلع الضوضاء ، لتظل قراءة الصمت حكراً على الخبراء !
الحروف.... تعرف بعضها جيداً ، الألف ، الهاء ، الميم ، إن تكوّر الميم معدٍ ، ينتقل للشفاه ، للأطراف ، لفقاعات الصابون ، وحلقات الُقـبل ، الميم حرفٌ محتل ، سطوته نهمة ، و أطماعه تشبه قلب اليهودي شايلوك ....
ولأن الماء حياة ، فحيثما تكون الأنهار ، سيكون الميم في الجوار ، يحل ربطة عنقه ، يتعرى ، و يغتسل ، ثم يطلق الطيور التي في صدره لتسبح في الفضاء ، مغردة بأسراره الدفينة !
الريح كلمات ، لاتبات في البرية إلا تحت دثارٍ من ألفٍ،باء،هاءٍ ،و حاء ، خوارزمية أحرف ، ماأن تنتظم حتى يعشوشب الطريق ، ويخصب التراب ، وأنا.... أنا القابعة على طرف ياء ، أثقب حنجرة الصدى ، وأفتح النافذة لأطياف المساء ، كنت أشم رائحة الحروف قوية ، كرائحة التراب العطش الملتهب حين تعانقه الأمطار....
الحروف.... آآآه من الحروف ، الحروف نداء حياة .

0 التعليقات